فى إحدى مشاهد فيلم “همام فى أمستردام” للفنان محمد هنيدى، وخلال تواجده فى هولندا، ظهر هنيدى مرتديا جاكيت جديدا ويعرضه لزميله الإسرائليى فى العمل ليتعرف على رأيه فيه، فلم يكن منه إلا أنه اشتبك معه معترضا على شرائه له، بعدما رأى الإشارة التى كان يحملها والتى كانت (卐)، فلماذا كان ذلك؟
تُسمى تلك الإشارة (卐) بالصليب المعقوف ولها تاريخ كبير، فقد تم استخدامها منذ 5000 عام على الأقل فى الهند قبل أن يصمم أدولف هتلر العلم النازى الذى يحمل العلامة نفسها، وكلمة الصليب المعقوف swastika مشتقة من الكلمة السنكريتية svastika، ومعناها “حظ سعيد” أو “صحة جيدة”.
الصليب المعقوف له تاريخ قديم أيضًا فى أوروبا؛ يظهر من خلال الأعمال الحرفية فى الحضارات الأوروبية قبل المسيحية.
وفى بداية القرن التاسع عشر، تم استخدام الصليب المعقوف فى أوروبا بشكل موسع، وعلى الرغم من ذلك، استفادت حركات volkisch من عمل شيلمان، الذى رأى أن الصليب المعقوف هو رمز “للهوية الآرية الأوروبية” والكبرياء الألمانى القومى.
ربما يكون هذا التفكير للأصل الآرى الأوروبى للشعب الألمانى أحد الأسباب وراء اعتناق الحزب النازى السابق للصليب المعقوف أو Hakenkreuz؛ وهى كلمة ألمانية معناها الصليب المعقوف والرمز الخاص به عام 1920م.
ومع ذلك، لم يكن الحزب النازى وحده هو الحزب الذى يستخدم الصليب المعقوف فى ألمانيا. فبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، تبنت بعض الحركات القومية اليمينية المتطرفة رمز الصليب المعقوف. وقد أصبح الصليب المعقوف رمزا مقترنًا بفكرة الدولة “الخالصة” من الناحية العرقية. وبمرور الوقت، تولى النازيون حكم ألمانيا؛ وبالتالى فقد تغيرت مفاهيم الصليب المعقوف تغييرًا جذريًا غير مسبوق.
لقد كتب أدولف هتلر فى كتابه “كفاحى” عن ذلك الشعار: “لقد قررت بنفسى، بعد محاولات كثيرة، وضع شكل نهائى؛ وهو علم بخلفية حمراء وقرص أبيض وصليب معقوف أسود فى الوسط، فبعد محاولات طويلة، وجدت أيضا نسبة محددة بين حجم العلم وحجم القرص الأبيض، وكذلك بين شكل وسمك الصليب المعقوف، وسيصبح الصليب المعقوف هو الرمز الذى لا يُنسى للدعاية النازية”.
ومن ذلك الوقت أخذ يستخدمها فى كل الملصقات الانتخابية وياقات الذراعين والميداليات والشارات الخاصة بالمؤسسات الحربية وغيرها، فهو رمز قوى يُستخدم لإثارة الكبرياء بين الشعب الآرى الأوروبى، ويثير الرعب لدى اليهود وأعداء ألمانيا النازية.