يتساءل الكثير من الناس عن السر وراء اختلاف شكل عيون الآسيويين عن غيرهم من الشعوب، والبعض أرجع الأمر إلى حدوث تشوهات خلقية نتيجة تلوثات إشعاعية، غير أن ذلك ليس مبررا كافيا فأشكال عيون الآسيويين على حالها منذ آلاف السنين.
وتقول التقارير العلمية إن الآسيويين بالأصل هم قبائل من القطب المتجمد الشمالي هاجرت منذ عشرات آلاف السنين إلى الجنوب لتستوطن الجزء الشرقي من آسيا وبعض مناطق أمريكا الشمالية ( من أقصى شمالها ).
ومن المعروف أن الإنسان كشيء من التأقلم البيئي تتحوَّر طبيعته حتى يتكيّف مع مكان عيشه، فمثلا لون الأفارقة الأسود هو شكل من أشكال التكيُّف البيئي، فهم لم يكونوا هكذا قبل مئات آلاف السنين، وإنما حدث لهم تحوًّر أدى إلى زيادة إفراز صبغة الميلانين لديهم لحمايتهم من أشعة الشمس الشديدة في مناطقهم التي يعيشون فيها.
وحدث هذا أيضا مع الآسيويين، إذ نما لهم خلال السنين نسيج إضافي في باطن جفونهم ليحمي عيونهم من البرد الشديد والرياح القارسة ووهج الثلوج الباهر في ضوء الشمس، كذلك انبعجت أنوفهم قليلا وضاقت مناخيرهم للتقليل من تعرض رئاتهم للرياح الباردة، ولسرعة تسخين الهواء الذي يتنفسونه.
وابيضّ لون بشرتهم بزيادة قليلة حتى يتيح لأشعة الشمس القليلة في مناطقهم بالعبور من الجلد، وهذه الصفات بدأت تنتقل لديهم وراثيّا نتيجة امتداد التحوّر إلى الجينات التي تتحكم بها العوامل البيئيّة، وبما أنهم مختلفون عنّا نحن نراهم متشابهين لبعدنا عنهم وعدم احتكاكنا بهم، لكن في حقيقة الأمر أن لكل واحد منهم شكله الفريد والمميز الذي يتيح لك التفريق بينه وبين غيره من الآسيويين.
فكما تحدّث الكثيرون بأنهم عندما زاروهم في دولهم ( كوريا أو اليابان أو الصين ) استطاع رؤية الفرق الواضح بين أشكالهم على عكس ما كان يظنّه قبلاً، حتى وأن العديد أيضا ممّن يتابعون الدراما والبرامج التلفزيونية الآسيويّة أصبحوا يرون عدم تشابههم أمرا واضحا وضوح