تختلف التشكيلات في التفاصيل ولكن هناك تشكيلات أساسية موجودة في جميع الجيوش توزع في الدول جغرافيا حسب الحاجة:
الأسلحة القتالية المختلفة:
************
سلاح الجو
يشكل إسوة بالقوات الأرضية والقوات البحرية، وهو أحد أسس كل جيش حديث في العالم.وقد ظهر سلاح الجو في بدايات القرن العشرين مع ظهور الطائرات. حيث تم استعمالها أساساً في عمليات الاستكشاف وقصف قوات العدو.حيث كانت هذه الطائرات تابعة للقوات الأرضية.وبعد أن أثبتت الطائرات أهميتها تنبهت الدول إلى ضرورة تشكيل أجهزة مستقلة لاستغلال هذا القطاع الحيوي.
وخلال الحربين العالميتين الأولى والثانية، وخصوصاً في الحرب العالمية الثانية حيث ظهر التقدم التقني، ظهرت أيضاً القوات الجوية كسلاح يمكن الاعتماد عليه في تقديم الدعم (غطاء جوي) للقوات أرضية كانت أو بحرية. وتطور سلاح الجو في الحرب العالمية الثانية اعتماداً على هذه الفكرة، طور الألمان والأمريكيون بعض التقنيات في مجال الطيران القتالي، وازدادت قدرة الطائرات ومداها عندما وضعت على سفن ضخمة (حاملة طائرات)، وبهذا استطاعت قوات الحلفاء بواسطة الدعم الجوي الكبير الذي قدمته الولايات المتحدة عبر حاملات طائراتها المترامية في المحيط الأطلنطي والمحيط الهادي أن تحقق انتصارات في معاركها اعتماداً على سلاح الجو. وفاز الحلفاء في حرب طويلة جعلت دول العالم كلها تدرك أهمية القوات الجوية، كما يوجد أيضا سلاح الجو البحري
الدفاع الجوي
قديمًا
كان الدفاع الجوي يتم نهاراً بالمراقبة الجوية وإطلاق صفارات الإنذار فتصب نيران المدفعية جامها على الطائرات المعادية التي كانت عادة تطير ضمن الارتفاعات المؤثرة، وفي الليل إذا ما رصدت الطائرات المعادية تتم إطلاق صفارات الإنذار ثم تقوم قوات الدفاع بتسليط كشافات عملاقة تنير بها السماء حتى تتمكن المدفعية من رؤية الطائرة وإصابتها
حديثا
أحد الأسلحة الحديثة نسبياً في أية جيش متقدم، ونشأ بعد استخدام الطائرات والصواريخ في الحروب بدءاً من الحرب العالمية الأولى، وتكمن مسئوليته الأساسية في الدفاع عن الأهداف الأرضية والبحرية والجوية كذلك ضد خطر الطائرات والصواريخ، التي تشكل خطراً داهماً على الأهداف الحيوية والاستراتيجية في العمق إن لم تعترض، وبذلك تصبح تلك الأهداف فريسة سهلة بالنسبة للطائرات المقاتلة وخاصة الطائرات المتقدمة في الوقت الحالي بإمكانياتها القتالية الهائلة· وعادة ما تلحق وحدات الدفاع الجوي بالجيش والبحرية والقوات الجوية لتقوم بمهام الدفاع عن وحداتها ولحماية دورها الاستراتيجي بالمعركة ·
الدفاع الجوي في البحرية
القوارب والطرادات العسكرية الهجومية بها أنظمة تسليح ومنظومات دفاعية رادارية مضادة للطائرات والصواريخ، ذلك التسليح كان فيما مضى عبارة عن مدافع سريعة الطلقات مضادة للطائرات المهاجمة التي تطير على ارتفاع منخفض ·
القوارب الأصغر لديها مدافع سريعة تكون على قدر كبير من الخطورة للطائرات التي تطير على ارتفاع منخفض لو ارتبطت بنظام تحكم موجه بالرادار·
السفن الحربية الأكبر والأكثر أهمية في سلاح البحرية لديها أنظمة صواريخ (سطح- جو) ويزيد المدى والفعالية كلما زاد حجم وأهمية السفينة·
حاملات الطائرات العملاقة يتم حمايتها جيداً بطائرات مقاتلة ودوريات جوية مكثفة لإعاقة الأخطار الجوية والبحرية المحتملة، وعادةً لا تسير حاملات الطائرات وحدها بل تبحر إلى جانبها مجموعات من الغواصات والطرادات البحرية المجهزة بصواريخ سطح -سطح وصواريخ سطح-جو ·
بعض الغواصات الجديدة مجهزة بالأنظمة الصاروخية (بحر- جو) حيث أن الهليكوبتر والأسلحة المضادة للغواصات خطر محتمل·
أبرز تكتيكات الدفاع الجوي
الحركة غالبية أنظمة الدفاع الجوي تكون قابلة للحركة بشكل جيد، حتى في المنظومات الكبيرة فهي تحمل على شاحنات عملاقة وتصمم بحيث يتم فكها وتركيبها بسرعة عالية · في السابق لم تكن بهذا القدر من سهولة الحركة والنقل، بل كانت ثابتة وغالبيتها لا يمكن تحريكها ونظراً لتنوع أعباء الدفاع الجوي والأخطار التي تأتي من الجو، جاءت الحاجة للحركة بل ويعتمد نجاح المهام على سرعة الحركة·
غالبية المنظومات الحديثة تستخدم مدافع أو صواريخ تركب على شاحنة أو شاسيه متحرك يجر بسهولة ·
حتى المنظومات التي تتكون من عدة مكونات (ناقل/منصة /بطاريات صواريخ/رادار /مواقع التحكم) تركب على أسطول من السيارات· وذلك لأن المنصات الثابتة هدف سهل رصده ومن ثم اصطياده، بعكس المنصات المتحركة التي تستطيع الظهور في أماكن غير متوقعة لا يمكن حسابها في خطط الهجوم وبذلك لا يمكن للقوات المعادية أن تأمن خطرها وتشكل بحركتها السريعة خطراً دائماً · تركز الأنظمة السوفيتية بصورة أساسية على الحركة، بعد الدروس المستفادة من حرب فيتنام (التي كانت حرب نفوذ سياسي بين أمريكا والاتحاد السوفيتي)
الحرب الإلكترونية
الحرب الإلكترونية هي السلاح المضاد لقوات الدفاع الجوي، وهي تكتيك يهدف إلى تعطيل فعالية منظومات الدفاع الجوي عن طريق التشويش والإعاقة الإلكترونية بحيث تفشل في رصد الأهداف المعادية والأقفال عليها(طائرات وصواريخ) وبالتالي تفقد فعاليتها، ونظراً لسباق التسلح قام الاتحاد السوفيتي منذ أمد بعيد بتطوير سلاسل أنظمة سام SAM لحماية منظومات الدفاع الجوي وتم تطويرها لإسقاط صواريخ هارم المضادة للرادار كما وتحتوي أنظمة سام على تجهيزات لمكافحة التشويش والتخلص منه . وقد فتحت روسيا باب تصدير تلك المنظومات الدفاعية منذ فترة، فمن الممكن أن تواجه أمريكا وحلف الناتو تحديات حقيقية في الحفاظ على التفوق الجوي التام في صراعات المستقبل مع دول تمتلك قوات دفاع جوي متكاملة التجهيز على كفاءة عالية·
وهذا ما حدث، حيث واجهت القوات الجوية الإسرائيلية شبكة صواريخ الدفاع الجوي المصري والسوري، المكونة من صواريخ Sam 2/3/6/7 السوفيتية الصنع، بالإضافة إلى المدافع رباعية المواسير شيلكا السوفيتية أيضاً، حيث منعت هذه الأسلحة طائرات القوات الجوية الإسرائيلية من طراز إف-4 الأمريكية والميراج الفرنسية، منعتها من اختراق الضفة الغربية لقناة السويس، وأمنت قوات الدفاع الجوي المصرية الحماية للقوات المصرية في بناء الجسور للعبور إلى الضفة الشرقية للقناة في حرب أكتوبر. كما أمنت وصول الإمدادات والقوات إلى الضفة الشرقية طوال مراحل الحرب.
تاريخ المدفعية
يرجع مفهوم المدفعية بشكله الأساسي إلى العصور الوسطى حيث يأتي معناها من كلمة attillement وهي كلمة فرنسية قديمة وتعني التجهيزات أو المعدات.
بحلول القرن الثالث عشر كان لفظ artillier يطلق على صانعي الآلات الحربية بشكل عام ولمدة 250 عام أطلق لفظ مدفعية artillery على آلات جميع المعدات الحربية.
المعدات القديمة مثل المقلاع وبعض المعدات الحربية الأخرى تعتبر من المدفعية ولكن المرة الأولى التي تم فيها تسجيل استعمال المدفعية التي تعمل بالبارود كانت في 28 يناير 1132 عندما استعمل الجنرال "هان شيزونج" من عائلة "سونج" الحاكمة في الصين استعمل ما يعرف بـ "هوشونج" وهو مدفع بدائي في اختراق دفاعات مدينة بإقليم "فيوجان" شرقي الصين. انتقل استعمال أنواع متنوعة من الصين إلى الشرق الأوسط حيث سماها العرب "المدفع" ثم وصلت إلى أوروبا أخيراً في حدود ضيقة جداً في القرن 13.
كانت المدافع ذات قلب أملس وتُصب من الحديد أو البرونز في قوالب. وتنوعت القذائف من كرات من الرصاص أو الحديد أو الصخر أو أسهم ضخمة أو أحيانا قطعاً من حطام أرض المعركة عند الحاجة. تم تطوير المدافع قليلاً خلال حرب المائة عام وانتشر استعمالها وظهرت عدة محاولات لعمل مدفع ذو تحميل خلفي لكن بسبب محدودية الإمكانات الهندسية كانت هذه المدافع أكثر خطورة من المدافع ذات التحميل الأمامي.
ظهرت بعد ذلك مدافع ضخمة للغاية لدرجة أنه كان من المستحيل صبها في قوالب، فكانت تصنع من قطاعات معدنية مربوطة إلى بعضها البعض. وكانت لهذه المدافع مساوئ عديدة منها:
صعوبة تحريكها ميدانياً.
لا يمكن نقلها إلا مفككة.
كان لكل مدفع تصميمه الخاص.
انعدام الدقة في إصابة الأهداف.
ولم تكن هذه المدافع مفيدة حقاً إلا في حصار المدن ومن أهم الامثلة على ذلك حصار الأتراك للقسطنطينية سنة 1453 حيث استعمل خلاله مدفع يزن 19 طن ويحتاج إلى 200 رجل و 60 ثور لنقلة وتركيبة وكان يمكن إطلاقة 7 مرات في اليوم الواحد.
في القرن 15 ونتيجة للتطور في صناعتي البارود والحديد أصبح من الممكن صناعة مدافع أقل حجما وظهر أول مدفع متنقل على عجلات يمكن استعمالة في أرض المعركة. كان هذا المدفع يجر على عجلتين كبيرتي الحجم بواسطة حيوانات، وله ذيل يرتكز على الأرض لمنع الارتداد. لم يستطيع هذا النوع من المدافع مجاراة السرعة المتزايدة للأحداث في أرض المعركة بحلول القرن 16 وازدياد الاعتماد على البندقية وبذلك اختفت المدافع تقريباً من المعارك.
تم ابتكار فكرة الكبسولة في العشرينيات من القرن 17 وكانت عبارة عن كيس من القماش يجمع المقذوف والبارود معاً وقد انتشرت الفكرة بسرعة في جميع أنحاء العالم. أدت فكرة الكبسولة إلى جعل التحميل أسرع وفي نفس الوقت أكثر أماناً. المشكلة الوحيدة التي واجهت الفكرة هي بقاء أجزاء من قماش الكيس المتهتكة داخل المدفع وتم التغلب على هذه المشكلة بأبتكار أداة جديدة على شكل حلزون له مقبض لتنظيف ماسورة المدفع.
أعاد الجنرال "جوستافوس أدولفوس" استعمال المدافع في ميدان القتال، حيث دفع صناعة إلى ابتكار مدافع أقل حجماً وأخف وزناً، ولكن حتى ذلك الحين كانت نتيجة التحام المشاة هي التي تحدد نتيجة المعركة.
شهد القرن 17 أيضا العديد من الابتكارات ومنها الطلقات والمقذوفات المتفجرة وأنواع عديدة من المدافع المتخصصة مثل مدافع السفن ومدافع الهويزر والهاون.
يعتبر كتاب "فن المدفعية العظيم (الجزء الأول)" ويعرف أيضا بـ"فن المدفعية الكامل" "Artis Magnae Artilleriae pars prima" لكاتبه "كازميرز سيميونويز" والذي تمت كتابتة في القرن 17 يعد أهم الكتب عن المدفعية في العصر الحديث على الإطلاق وقد أستعمل في أوروبا لمدة قرنين من الزمان كمدخل أساسي لمعرفة المدافع.
توالى إنتاج مدافع أصغر حجماً وأخف وزنا ولكن لم يتغير تصميم وطريقة عمل المدافع بشكل كبير حتى منتصف القرن 19.
بدأت التجارب على الششخنة لماسورة الأسلحة الخفيفة في القرن 15 ولكن الماكينات التي يمكن بواسطتها إنجاز عملية الششخنة بدقة لم تتواجد إلا في القرن 19 ولم تستعمل بشكل موسع إلا في المراحل المتأخرة من الحرب الأهلية الأمريكية حين ظهرت مدافع "رودمون" بعياراتها المختلفة.
كان مهندس المدفعية الفرنسي "جان بابتيست دي جريبوفال" هو أول من وضع تصميم موحد للمدفع حيث طور مدفع هويزر عيار 6 بوصه وتم تعميم التصميم الموحد للمدفع والمقذوفات. أدى ذلك إلى تسهيل وتسريع إنتاج المدافع وإصلاحها. تم أيضا في تلك الفترة اختراع المشعل ذو الحجر وقد كانت المدافع تطلق قبل ذلك بإشعال كمية قليلة من البارود بواسطة عود ثقاب أو فتيل ثم تصل النار إلى القذيفة داخل المدفع عن طريق ثقب صغير وكان ذلك يسبب خطورة لأن مياه الأمطار كانت تتسبب في إطفاء الشعلة واستعمال بارود أكثر من اللازم كان يمكن أن يؤدي إلى اشتعال كبير. بعكس طرق الإشعال الأخرى فإن المشعل ذو الحجر كان يصدر الشعلة عن طريق احتكاك حجر صوان صغير بسطح معدني قريب من المقذوف ولم يتطلب الأمر لإطلاق المدفع إلا سحب المطرقة ثم الضغط على زر الإطلاق الذي يمكن ايصالة بحبل حيث يتم الإطلاق من مسافة آمنة. وقد كان لهذة الأبتكارات دور حاسم في فتوحات نابليون.
أبتداء من الستينيات من القرن 18 طرأ على تصميم المدافع سلسلة من التطويرات ثم أزدادت سرعة هذة التطويرات في العقد السابع وما بعدة. ظهر أول مدفع ذو تحميل خلفي في الثمانينيات وكام ذلك يعني ان طاقم المدفع كان يعمل طوال الوقت خلف حاجز امن. أول مدفع توجد به كل مواصفات المدفعية الحديثة كان المدفع الفرنسي 75 وكان أهم مميزاتة:
إطلاق دانات ذات مظروف.
تحميل خلفي فعال.
توجية بصري حديث.
مفجر داخلي.
نظام مضاد للارتداد باستعمال الهواء المضغوط.
تم أخيرا في القرن 19 الفصل بين قطع المدفعية الصغيرة خفيفة الوزن والتي يتم استعمالها بمصاحبة المشاة والقطع الضخمة التي يمكنها إطلاق نيران غير مباشرة والتي أدى تطويرها إلى الوصول إلى المدفعية الحالية.